القائمة

القائمة البريدية

انضم للقائمة البريدية لتصلك افضل المقالات مباشرة الى بريدك الالكتروني!

لاتقلق نحن لسنا مزعجين!

ما حكم من اتى زوجته من الدبر برضاها

إتيان الزوجة من الدبر محرم شرعاً في الإسلام، سواء برضاها أو بغير رضاها. الأدلة الشرعية من القرآن الكريم والسنة النبوية تُؤكد هذا التحريم، حيث يُعد هذا الفعل من الكبائر. الرضا لا يغير الحكم الشرعي، ومن يقع في هذا الفعل عليه التوبة والابتعاد عنه.

5 أشهر مضت 18

السؤال “ما حكم من اتى زوجته من الدبر برضاها ؟” يُثير أحد المواضيع الفقهية المهمة المتعلقة بالعلاقة الزوجية في الإسلام. هذا الفعل، المعروف بإتيان الزوجة من الدبر، محرم شرعاً في جميع المذاهب الفقهية، سواء كان ذلك برضا الزوجة أو بغير رضاها. وقد وردت في هذا الصدد العديد من الأدلة من القرآن الكريم والسنة النبوية وإجماع العلماء التي تؤكد على حرمة هذا الفعل وتبين خطورته.

الأدلة الشرعية لتحريم إتيان الزوجة من الدبر

1. القرآن الكريم

جاء في القرآن الكريم قوله تعالى:

“نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّىٰ شِئْتُمْ” (البقرة: 223).

الآية تشير إلى أن العلاقة الزوجية تتم في موضع معين، وهو القبل، وهو ما يُفهم من تشبيه النساء بالحرث، وهو موضع الزرع، أي الموضع المخصص للإنجاب. وقد استُدل بهذه الآية على أن الجماع الشرعي لا يكون إلا في القبل، وأن أي جماع خارج هذا الموضع، كإتيان الزوجة من الدبر، محرم.

2. السنة النبوية

من الأحاديث الصحيحة التي وردت في هذا السياق، حديث النبي ﷺ الذي قال فيه:

“ملعون من أتى امرأته في دبرها” (رواه أبو داود).

هذا الحديث صريح في تحريم هذا الفعل، حيث يُظهر أن النبي ﷺ قد لعن من يفعل ذلك، واللعنة تعني الطرد من رحمة الله. هذا يؤكد على خطورة هذا الفعل في الشريعة الإسلامية.

3. إجماع العلماء

جميع المذاهب الفقهية الإسلامية الأربعة (الحنفية، المالكية، الشافعية، والحنابلة) أجمعت على تحريم إتيان الزوجة من الدبر، بغض النظر عن موافقة الزوجة أو رفضها. هذا الإجماع يعكس وضوح الحكم الشرعي في هذه المسألة.

حكم رضا الزوجة بهذا الفعل

من الأسئلة التي قد يطرحها البعض هي: “ما حكم من أتى زوجته من الدبر برضاها؟”. هل يمكن أن يكون رضا الزوجة مبرراً لهذا الفعل؟ الإجابة هي: لا، رضا الزوجة لا يؤثر في الحكم الشرعي. الشريعة الإسلامية جاءت بأحكام ثابتة تستند إلى أوامر الله ونواهيه، وليس إلى رغبات أو موافقة الأفراد. حتى لو وافقت الزوجة على هذا الفعل، فإنه يبقى محرماً ولا يجوز ممارسته.

1. عدم تأثير الرضا على الحكم الشرعي

في الإسلام، هناك أفعال محرمة لا تبيحها موافقة الأطراف المعنية. فالأحكام الشرعية تستند إلى نصوص القرآن والسنة، وليس إلى الاتفاقات الشخصية بين الأفراد. ولهذا، رضا الزوجة لا يبيح إتيانها من الدبر، لأنه فعل مخالف لما أمر الله به.

2. التوبة من هذا الفعل

إذا كان الزوج أو الزوجة قد وقع في هذا الفعل المحرم، فعليهما أن يتوبا إلى الله توبة نصوحاً. التوبة تشمل:

  • الندم على ما حدث.
  • الإقلاع الفوري عن هذا الفعل.
  • العزم على عدم العودة إليه مرة أخرى.

الله سبحانه وتعالى يقبل التوبة من عباده إذا كانوا صادقين في نيتهم وعملهم، وهو غفور رحيم.

الحكمة من تحريم إتيان الزوجة من الدبر

تحريم هذا الفعل ليس عشوائياً، بل جاء بناءً على عدة اعتبارات وحكم تتعلق بالصحة الجسدية والنفسية، والفطرة الإنسانية، والاستقرار الأسري.

1. مخالفة الفطرة الإنسانية

الله سبحانه وتعالى خلق الإنسان على فطرة سوية، وجعل العلاقة الزوجية في موضع معين لتحقيق التكامل الجسدي والنفسي بين الزوجين. الجماع في القبل يتماشى مع الفطرة، أما إتيان الزوجة من الدبر فهو مخالف للطبيعة التي خلق الله الإنسان عليها.

2. المخاطر الصحية

من الناحية الطبية، فإن الجماع من الدبر يمكن أن يسبب العديد من المشاكل الصحية، منها نقل الأمراض المعدية والتسبب في التهابات أو تمزقات قد تكون خطيرة. هذه الأضرار تؤكد الحكمة من التحريم الشرعي لهذا الفعل.

3. الحفاظ على العلاقة الزوجية السليمة

إتيان الزوجة في القبل هو وسيلة لتعزيز العلاقة العاطفية والنفسية بين الزوجين. أما إتيان الزوجة من الدبر، فقد يؤدي إلى اضطراب نفسي ونفور قد يضر بالعلاقة الزوجية، ويؤثر سلباً على استقرار الأسرة.

الخلاصة

إجابة السؤال “ما حكم من أتى زوجته من الدبر برضاها؟” واضحة في الإسلام: هذا الفعل محرم شرعاً سواء تم برضا الزوجة أو بغير رضاها. الأدلة من القرآن الكريم والسنة النبوية وإجماع العلماء تؤكد حرمة هذا الفعل وخطورته. الرضا لا يُغير من الحكم الشرعي، ولا يُبيح ما حرمه الله. على من وقع في هذا الفعل أن يبادر بالتوبة الصادقة ويطلب المغفرة من الله، فالله غفور رحيم.